17 - 07 - 2024

تباريح | ما مصير تفويض السيسي ؟؟

تباريح | ما مصير تفويض السيسي ؟؟

(أرشيف المشهد)

  • 28-10-2014 | 19:04

في 24 يوليو 2013 طلب الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك تفويضا شعبيا لمحاربة الإرهاب ، لم يكذب الشعب خبرا ومنحه ذلك التفويض بعدها بيومين ، إيمانا بأن مصر تواجه خطرا داهما .وبدأت على الفور حرب ضد الإرهاب ، لكن بعد 15 شهرا على هذا التاريخ ما تزال ضربات الإرهاب تتوالى من سيناء إلى الفرافرة مرورا بالعلمين والقاهرة والدقهلية وغيرها .

والتساؤل الآن : هل هذا هو الإرهاب الذي يقتل خير أجناد الأرض في الكمائن ويفجر السيارات والعبوات الناسفة أمام المنشآت الحيوية ليقتل الأبرياء ، أم قصد السيسي إرهابا من نوع آخر ونجح في مواجهته دون أن ندري؟؟

حين تلتبس المفاهيم ،  ويأخذ كل شيء طابعا سياسيا ، لا بد للخطى أن ترتبك ، وبما أننا نعيش فاجعة وطنية ، فلا أقل من المكاشفة ، ووضع النقاط فوق الحروف ، ومساءلة السلطة لماذا فشلت بعد كل هذه الشهور الطويلة ، وبعد أن حصل السيسي على تفويض آخر مكنه من الصعود إلى أرفع منصب سياسي في البلاد .

تعريف الإرهاب المتفق عليه هو أي عمل يهدف إلى ترويع فرد أو جماعة أو دولة بغية تحقيق أهداف لاتجيزها القوانين ، ومن ثم فإن ذهن الشعب انصرف إلى مقاومة كل أشكال ترويع المصريين سواء بالاغتيال أو زرع المتفجرات أو الخطف لإكراههم على قبول مالا يرضاه الضمير العام للغالبية ، ورغم إدراك الجميع أن الجماعات التكفيرية المنتشرة بشكل خاص في المحافظات الحدودية هي المستهدف الأول في أي حرب ضد الإرهاب ، كما أنها الأداة التي أخذت جماعة الإخوان تلوح بها ، حين يئست من الاستمرار في السلطة بوسائل ديمقراطية ، إلا أن أغلب جهد الأجهزة تم توجيهه لفرض إرادة سياسية ، وليس لفرض القانون وحماية المجتمع من العنف. وحتى الجهد القليل الذي توجه الاتجاه الصحيح ، حفل بكثير من الممارسات الخاطئة التي أدت من الناحية العملية إلى وجود بيئة حاضنة لهذا الإرهاب بعد أن كان معزولا.

صحيح أن الوسائل التي استخدمتها جماعة الإخوان أحدثت التباسا كبيرا بين النضال السياسي السلمي واستخدام أساليب عنف رأتها الجماعة (بغباء قيادتها) مشروعة ، مما مكن الدولة من البطش بها وبأنصارها ، إلا أن أجهزة الدولة  أوغلت في تسييس الأمر ، وألقت القبض على عشرات الآلاف من أعضاء الجماعة كنوع من التحوط ، وافترضت أنه يمكن القضاء على العنف السياسي بهذه الطريقة  ، متجاهلة حقيقة وجود خطر أكبر غير مقطوع الصلة بالصراع السياسي ، لكنه يتحرك في مسارات أخرى غير التظاهر في الشوارع وزرع العبوات بدائية الصنع هنا وهناك.

اعتبرت الدولة إرهاب الجماعات التكفيرية ، وهو الخطر الأساسي على الأمن والاستقرار خطرا فرعيا ، وشغلت نفسها بمن يرفع شارة رابعة أو بمن تعلق دبوسا عليه هذه الشارة .

ومن ثم فإن فهم السلطة للتفويض الذي منحه الشعب للسيسي ذهب في الاتجاه الخطأ .

مقالات اخرى للكاتب

تباريح | مصر ليست مجرد أغنية!